أخبار عاجلة

الإمامة والخلافة .. والأئمة والأبدال

سماحة مولانا الإمام المجدد حجة الإسلام والمسلمين فى هذا الزمان السيد محمد ماضى أبو العزائم – قدس الله سِرَّكُمْ، ونفعنا الله بكم، وجعلكم وليًّا مرشدًا لطلاب العلم النافع – نرجو التكرم ببيان حقيقة الإمامة والخلافة، والأئمة والأبدال....

فأجاب سماحته قائلاً:

 الأئمة والإمامة والخلافة

يا بنى:

الإمامة: هي الوراثة، والورثة هم أشبه بالمرائي، فإن المرآة الأولى التي واجهت الحقيقة المحمدية ورسمت فيها صورته o، لا فرق بينها وبين آخر مرآة رسمت فيها تلك الصورة o، ولكن التفاوت بين الظرف والظرف لا المظروف، وبين الإناء والإناء لا ما فيهما، والصورة لم تتغير فهي هي، وتكون المرآة بحسب زمانها، فخير مرآة تكون في خير زمان، وكلها خير.

الخلافة: هي عبارة عن خلافة شخص من الأشخاص لرسول الله o في إقامة الأحكام الشرعية، وحفظ حوزة الملة على وجه يجب اتباعه على كافة الأمة.

الأئمة المجددون

هم ورثة سيدنا رسول الله o، الذين يجدد الله بهم للأمة أمر دينها، وهم أفراد يصطفيهم الله لنفسه، فيفقههم في دينه، ويلهمهم الصواب في القول والعمل، ويقيمهم مقام رسله صلوات الله وسلامه على نبينا وآله وعليهم، إلا أنهم لا يوحى إليهم، وليس لهم رأي، ولا هوى، ولا حظ، إلا فيما يرضي الله تعالى ويرضي رسوله o، بقدر النور الموهوب لهم من الله تعالى، وعبارتهم فوق شهودك؛ لأنهم يقتبسون من مشكاة رسول الله o، أو مما وقر في قلوبهم من الإلهام، أو من الأخذ بالعزائم بعد طمأنينة القلب وصفاء جوهر النفس.

فهو الإمام الموهوب A:

– هو الذي وهبه الله الحكمة والفقه في دينه، ولسان العبارة، وهو الحجة لله، والنجم الذي يهتدي به المؤمنون، مطوي سره، مجهول مقامه، خفي حاله.

وهو الإمام الوارث A:

– الفرد الجامع مشكاة المكانة المحمدية، وشجرة زيتون المثل الأعلى للمكانة الأحمدية، وغاية ما يعرف عنه أنه الفرد الوارث لأسرار النبوة وعلوم الرسالة، العالم الرباني، والإنسان الروحاني الراسخ في العلم، ولا يظهر سره ولا حاله إلا لأهل الصفو، الذين جعل الله لهم نورًا.

وهو الإمام المرشد A:

– الممنوح المجتهد الملهم فقه الكتاب والسنة في كل زمان بحسبه، وهو المرشد الكامل الذي يقيمه الله تعالى في كل زمان احتاج المسلمون فيه إلى البيان.

وهو الإمام الجامع لسر الخلافة A:

– الجامع لسر الخلافة في مقام الرسالة ظهورًا، ونور الوراثة في مقام النبوة بطونًا، المقصود بدعاء أمير المؤمنين سيدنا علي A: (ٱللَّهُمَّ لَا تُخْلِ ٱلأَرْضَ مِنْ قَائِمٍ لَكَ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِرًا مَشْهُورًا، أَوْ بَاطِنًا مَغْمُورًا؛ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ ٱللهِ وَبَيِّنَاتُهُ).

وهو الإمام الفرد الكامل A:

– الفرد الكامل الذي لا تخلو الأرض منه ليقوم لله بالحجة، ويسمى عند آل العزائم الإمام المجدد.

وهو الإمام المجدد A:

– العالم العابد، وهو مستنبط الطريق وصاحبه، وله السمع والطاعة من مريديه ما دام عاملاً بالكتاب والسنة، سالكًا على مناهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابع التابعين، وإليه في حياته ترجع أمور الدين، وبه في حياته يكون الاقتداء والتقليد، ما لم يخالف قول أو عمل أو حال صريح السنة.

الأبدال

هم الذين بدل الله سبحانه معالمهم بمعالمه، ومشاهدهم المقيدة بمشاهداته القدسية؛ حتى تنجلي تلك الصفات الكاملة في المرآة الكاملة.

البدل: هو العالم الرباني، وهو البدل عن رسول الله o ويسمى بدلًا؛ لأن الله جمَّله لوراثة رسول الله o، وهو صورة الإمام المرشد.

أعمال البدل: هي التأثير على الإخوان بالأعمال الموافقة للشرع.

أحوال البدل: هي التي تعلو بها همم النفوس عن الميل إلى الفانيات بالمسارعة إلى ما به نيل السعادة الباقية.

عبارات البدل: هي المشوقةُ النفوسَ إلى محبة الله تعالى، والرغبة في الخير الحقيقي الأبدي، والفرار مما يوجب غضبه. فعمله: إصلاح الناس والصلح بينهم، وتأليف النافرين والكافرين، لتميل قلوبهم إلى الحق فيتبعوا سبيله، وهو الذي تلقى علوم الشريعة والحقيقة، وعمل بما علم فورَّثه الله علم ما لم يكن يعلم.

أبدال الرسل: هم عشرة رجال أو خمسة أو سبعة، وهم جنة عالية، وهم الشجر الذي غرسه الحق بيده، وهم المعنيون بسبعين ألف حجاب من النور، ستروا عن العقول والأوهام والخيالات بساطعة وميض الأحدية، أو رذاذ غيث الواحدية، أو نور زيت المشكاة المحمدية، قال سبحانه: )هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللهِ واللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ( (آل عمران: 163)، وهم الذين ألهمهم الله غوامض أسرار الحكمة.

الأبدال الروحانيون: هم الذين اختطفتهم يد العناية، وصاغ الله نفوسهم من نور جماله، والأولى ألا يصحبهم إلا أهل العلم لعلو إشاراتهم.

فالبدل الروحاني: خزانة علم بالله، وبأيام الله، وبأمراض النفوس وتزكيتها، وهو أعلم أهل زمانه بطريق الله، وسير السلف الصالح، وأحوال أهل اليقين، ويكون مرجعًا السالكين، وهو يطهر النفوس من رعونتها ولقسها، ويعين على المحافظة على الواجبات والنوافل.

أبدال الصديقين: هم أصحاب ورثة الرسل عليهم الصلاة والسلام.

بدل الأئمة: هو خزانة علم الأحكام الشرعية، وهو أعلم أهل عصره بأحكام الشريعة الذي يرجع إليه العلماء.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …